شطاري-متابعة
اعتبر منصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، أن الصحراويين يجدون أنفسهم معززين ومكرمين ضمن الحكم الذاتي في الدولة المغربية، مشيرا إلى أن سياسة الجزائر ضيعت علينا 40 عامًا، منتقدا حياد تونس وموريتانيا في ملف الصحراء المغربية، وصفا إياه بأنه حياد لا معنى له، وفق تعبيره.
وقال المرزوقي في حوار مع جريدة “القدس العربي” اللندنية: “لا يمكن أن نضحي بمستقبل مئة مليون مغاربي لأجل مئتي ألف صحراوي في حين إن هؤلاء يجدون أنفسهم معززين ومكرمين داخل اتحاد مغاربي وضمن الحكم الذاتي في الدولة المغربية”.
وشدد الرئيس التونسي السابق على أن “الناس التي تتحمل مسؤولية إفشال المشروع المغاربي هي التي تقف وراء عمليات البوليساريو الأخيرة التي لا هدف من ورائها إلا منع أي تقارب أو تحقيق للحلم المغاربي”.
وأضاف: “نحن نريد توحيد الدول ولا نريد إعادة التقسيم، لأنه إن قبلنا بذلك فما الذي سيمنع غداً من المطالبة بتقسيم الجزائر أو تونس؟ لقد كنا للأسف الشديد رهائن لدى مجموعة في النظام الذي ثار ضده الشعب الجزائري”.
وعبر المرزوقي عن أمله الكبير في أن الجيل الجديد من الحكام الجزائريين الذي سيأتي به الحراك والديمقراطية، هو من سيسعى إلى إنهاء هذه المشكلة وأن نبني اتحاد المغرب الكبير الذي لن يكون بالبوليساريو وبتقسيم المغرب، حسب قوله.
وتابع قوله: “أنا مغاربي سعيت وأسعى إلى الدفع بهذا المشروع، لكن من الواضح أن هناك قوى مصممة على إجهاضه، وبالتالي فكلما تقدمنا ووجد حل معقول للمشكل الصحراوي في إطار الحكم الذاتي داخل المغرب واتحاد مغاربي كبير، إلا تقوم قوى معينة بنوع من الضربات الإرهابية لمنع ذلك”.
ومضى قائلا: “لدي أمل في أن التغيير الذي سيحصل في الجزائر بتغيير القيادات وبالحراك وبالديقراطية سيأتي بجيل جديد من الحكام تكون لهم الشجاعة والوطنية ليفهموا أن هذه السياسة التي ضيعت علينا 40 عاما يجب أن تنتهي، وينبغي علينا اليوم أن ندخل في عملية إيجابية للتقارب بين الشعوب”.
وبخصوص الحياد التونسي والموريتاني في ملف الصحراء المغربية، قال المرزوقي إنه لم يعد له معنى ولم يعد ممكناً، مشدد على أن “مستقبلنا في الاتحاد المغاربي”، على حد قوله. وأردف بالقول: “الاتحاد معطل بسبب هذه المسألة. طيب كيف نتجاوزها؟ هناك حل وهو الحكم الذاتي داخل المغرب ثم بناء اتحاد مغاربي أوسع يضم الصحراويين وباقي مكونات الشعوب المغاربية”.
وشدد المرزوقي على أن موقفه الدائم يقوم على بناء الاتحاد المغاربي من خلال قبول كل الأطراف بحل المشكل الصحراوي في إطار الحكم الذاتي للصحراء داخل المغرب. إلى ذلك، كشف المتحدث أنه من بداية الثورة التونسية إلى حين رحيله عن الحكم في تونس، “كان موقف النظام الجزائري القديم مني ومن تونس سلبياً وسلبياً جداً حتى لا أقول أكثر. لماذا؟ لأنهم كانوا يعرفون أن موقفي وموقف تونس هو عدم الإيمان بالرؤية الجزائرية لملف الصحراء”.
وأوضح أنه كان يسعى خلال فترة حكمه إلى جمع القادة المغاربيين وطلب منهم الاجتماع في تونس، قائلا: “قبلوا كلهم عدى قادة الجزائر، وكنت أفكر في أن أعرض عليهم في ذلك الوقت عدة مقترحات وهي أولاً مسألة الحريات الخمس، أي حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك والمشاركة في الانتخابات البلدية للمغاربيين في الدول الخمس”.
كما كان سيعرض عليهم، حسب المصدر ذاته، إيجاد حل لقضية الصحراء في إطار الحكم الذاتي، “وكانت هناك فكرة تروج في أن يكون للجزائر منفذ على المحيط الأطلسي إن وافق المغرب بالطبع. كل هذه الأفكار في إطار حسن النوايا كان بوسعها تحريك الملف في مصلحة الشعوب والدول، لكن الحسابات الخاطئة والأحقاد القديمة غلبت للأسف”.
وشدد المرزوقي على أن مطلب الحراك في الجزائر كان في الأساس إنهاء احتقار الذكاء الجزائري والكرامة بخصوص إعادة ترشيح شخص كان عجزه لا يخفى على أحد وإنهاء سيطرة مجموعة معينة، و”هذا أعتقد أنه تحقق”، يقول المتحدث. وتابع: “عندي قناعة أن بعبع الدولة المخابراتية العسكرية في الجزائر قد انتهى وأنه مات في عقول وقلوب الجزائرين ولم يعودوا يشعرون بالخوف من الدولة العميقة”.
وزاد في هذا الإطار: “لدي قناعة أن الجزائر في السنوات العشر المقبلة ستكون جزائر مختلفة بحكم تجدد الطبقة السياسية، وأنا لدي ثقة تامة في الشعب الجزائري سيقدم لنا في السنوات العشر المقبلة قيادة سياسية جديدة ستبني الاتحاد المغاربي وستفتح الباب للأحلام التي أمني بها نفسي منذ سنوات”.