شطاري-متابعة:
فشلت جميع محاولات جبهة البوليساريو في إحباط تنظيم منتدى الأعمال الإسباني المغربي للاستثمار، الذي انطلقت فعاليته اليوم الثلاثاء بالعاصمة الإسبانية مدريد، من أجل تشجيع رجال الأعمال الإسبان على الاستثمار في الصحراء المغربية، في ظل وجود العديد من الفرص في المنطقة.
ووفق ما نقلته الصحافة الإسبانية، فإن جبهة البوليساريو أعربت عن غضبها الشديد، من احتضان هذا المنتدى في العاصمة الإسبانية، بالإضافة إلى حصوله على الدعم من لدن العديد من المؤسسات والجهات، مثل غرفة التجارة الإسبانية بمدريد، ومجلس المدينة وجماعتها، إضافة إلى السفارة المغربية بمدريد.
وما أثار غضب الجبهة أكثر، حسب الصحافة الإسبانية، هو أن تنظيم المنتدى يجري في العاصمة مدريد، التي يقودها الحزب الشعبي المعارض (PP)، عبر العمدة خوسي لويز مارتينيز ألمايدا، ورئيس المجلس، إيزابيل دياز أيوسو، وهما معا ينتميان للحزب الشعبي الذي كان قد أعرب سابقا عن رفضه لما قام به رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، من دعم للمغرب في قضية الصحراء.
وقالت الصحافة الإسبانية أن الملصقات الخاصة بالمنتدى، يوجد فيها لوغو جماعة مدريد ومجلسها، مما يشير إلى دعمها لهذا المنتدى الذي يُشجع على الاستثمار في الصحراء المغربية، وهو ما دفع بالبوليساريو لتوجيه انتقادات للمسؤولين الإسبان المنتمين للحزب الشعبي.
وحسب الصحافة الإسبانية، فإن جبهة البوليساريو، كانت قد تقدمت في الأيام الماضية بشتى الوسائل والطرق لدى غرفة التجارة الإسبانية بمدريد، من أجل دفعها لعدم تنظيم هذا المنتدى في العاصمة الإسبانية، إلا أن الغرفة التجارية رفضت تلك المطالب، وأكدت أن المنتدى سينعقد دون أي تغييرات.
ووفق الصحافة الإسبانية، فإن هذا المنتدى سيتم تنظيمه من طرف غرفة التجارة الاسبانية بمدريد، بتعاون مع السفارة المغربية، ويحظى بدعم من مجلس مدينة مدريد وعمدة العاصمة، وسيعرف مشاركة العديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، على رأسهم سفيرة المغرب لدى مدريد، كريمة بنيعيش.
وحسب نفس المصادر، فإن فعاليات المنتدى ستسلط الضوء على المجالات والقطاعات الاستثمارية التي تزخر بها منطقة الداخلة في الصحراء المغربية، مثل الصيد البحري، والسياحة، والفلاحة، والطاقات المتجددة، وسيكون المستثمرون الإسبان أمام فرصة للتعرف على مؤهلات المنطقة وإمكانيات الاستثمار فيها.
ويأتي هذا المنتدى بعد أيام من إعلان فرنسا عن عزمها الاستثمار في منطقة الصحراء المغربية، خلال الزيارة التي قام بها وزير التجارة الخارجية الفرنسي، فرانك ريستر إلى المملكة المغربية الأسبوع الماضي، في خطوة أخرى من فرنسا لتذويب الخلافات مع المغرب عبر الاستثمارات الاقتصادية.
ويُتوقع أن تؤدي رغبة فرنسا في الاستثمار في الصحراء المغربية، إلى حدوث تنافس من طرف عدد من الدول الأخرى، وبالأخص إسبانيا، التي قطعت أشواطا متقدمة مقارنة بباريس في هذا المجال، بعد إعلان الحكومة الإسبانية في مارس 2022 دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.