شطاري-متابعة:
أعلن تحالف لشركات أمريكية متخصصة في صناعة الطائرات، عن اختيار المغرب لإنشاء منصة صناعية متخصصة في تحويل طائرات “البوينغ” من طراز (777-300ER) إلى طائرات شحن (P2F)، وذلك في مدينة الدار البيضاء.
وحسب بلاغ أصدرته الشركات المتحالفة التي تتألف من شركة “Kansas Modification Center” وشركة “Statos Industries” وشركة “Integrated Aerospace Alliance”، فإن اختيار المغرب جاء بهدف الاستفادة من الدينامية التي تعرفها المملكة في مجال صناعة الطيران.
ووفق المصدر ذاته، فإن التحالف سيعمل على إنشاء منطقة صناعية كبيرة في الدار البيضاء، بهدف الشروع في صناعة الطائرات الخاصة بالشحن بناء على طراز لطائرة “بوينغ” الأمريكية، مضيفا أن سقف الانتاج المتوقع بعد انطلاق انشطة المنطقة الصناعية هو 8 طائرات شحن عملاقة في السنة.
ويُرتقب أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذا المشروع الهام في الفترة المقبلة، بعد حصول الشركات المتحالفة على جميع التراخيص والموافقات المتعلقة بهذا المشروع، الذي يُتوقع أن يُعطي دفعة قوية لصناعة الطيران في المملكة المغربية.
وأصبح المغرب في السنوات الأخيرة، نقطة جذب هامة للشركات المصنعة للطائرات، وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن شركة “Pratt & Whitney” الأمريكية المتخصصة في صناعة الطائرات، أعلنت في يونيو الماضي، أنها ستعمل على إطلاق شركة فرعية تابعة لها في مدينة الدار البيضاء المغربية ستحمل اسم “Pratt & Whitney Maroc”، وستكون متخصصة في صناعة الأجزاء الميكانيكية الثابتة والهياكلية التفصليلية لمختلف نماذج محركات الطائرات.
وحسب بلاغ كانت قد أصدرته الشركة، فإن عملية إنشاء هذ الفرع في المغرب سينطلق في الربع الأخير من 2023، على أن تكون الشركة ومصنعها جاهزا في سنة 2025 لبدء عملية التصنيع، مشيرا إلى أن اختيار المغرب يأتي بسبب “مركزه المتنامي لشركات الطيران وتكلفة الأعمال والموهبة المدربة والمتاحة.”
وكانت مجلة “فوربس” الأمريكية، قد نشرت تقريرا العام الماضي قالت فيه بأن المغرب يوجد حاليا في وضع جيد ليُصبح من البلدان الرائدة في مجال صناعة الطيران وقطاع صيانة الطائرات في العالم، بالنظر إلى النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الطيران في المملكة المغربية في السنوات الأخيرة.
وحسب تقرير المجلة المذكورة، فإن العديد من العوامل لعبت أدوارا مهمة في أن يكون المغرب الآن في وضع مناسب وجيد نحو الاقلاع الصناعي في مجال الطيران، ومن أبرز هذه العوامل هو الرغبة التي تحذو البلاد بشكل عام للتأسيس لصناعة طيران قوية.
وأضافت فوربس في هذا السياق، أن من العوامل المساعدة على تحقيق المغرب لهدفه المتمثل في إنشاء قطاع صناعي قوي في مجال الطيران، هو أولا الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يتوفر عليه البلد، كنقطة وصل بين إفريقيا وأوروبا وبين الغرب والشرق، إضافة إلى العامل الثاني المتثمل في الدعم الذي توفره الحكومة لهذا القطاع وما توفره من تسهيلات وظروف مواتية للاستثمار في هذا القطاع.
ويرتكز العامل الثالث، حسب نفس المجلة، على اليد العاملة المهارية التي يتوفر عليها المغرب، بعدما لجأ في السنوات الأخيرة إلى تطوير مهارات العمال المغاربة في القطاعات الصناعية المرتبطة بالسيارات والطائرات، وبالتالي يُعتبر هذا من عوامل الجذب الهامة للعديد من الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الطيران.
أما العامل الرابع الذي ساهم في جعل المغرب يضع قدمه في قطاع صناعة الطيران، فيرجع إلى الاتفاقيات والشراكات التي وقعتها المملكة المغربية في السنوات الأخيرة مع العديد من شركات صنع الطائرات، مثل بوينغ وإيرباص وبومبارديي وسافران.
ووفق “فوربس”، فإن الشركات والمجموعات العالمية المتخصصة في صناعة الطيران، بإمكانها اليوم الاستفادة من الزخم الذي حققه المغرب في هذا القطاع، والاستفادة من الظروف والتسهيلات التي يُقدمها المغرب، من أجل الاستثمار في هذا القطاع بالبلاد، خاصة في ظل وجود سوق متنامي بشأن الطائرات، خاصة مجال الصيانة.