شطاري-متابعة:
كتبت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن قيام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتياهو، أمس الجمعة، بإصدار توضيح بخصوص عرض خريطة تقسم المغرب إلى شطرين، كان الهدف منه هو تجنب “صدام دبلوماسي” مع الرباط، رابطة الأمر بكلام العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي قال إن المغرب ينظر إلى العالم من خلال قصية الصحراء.
وفسرت الصحيفة العبرية مسارعة مكتب نتنياهو إلى إصدار توضيحات يتبرؤ من خلالها وجود أي تراجع عن اعتراف تل أبيب بمغربية الصحراء، برغبتها في “تجنب وقوع أي حادث دبلوماسي”، موردة أن الخريطة التي تم عرضها خلال مقابلة مع قناتي TF1 وLCI العموميتين الفرنسيتين كانت”غير صحيحة”، وقد اعترفت رئاسة الوزراء بخطئها.
ووفق المصدر نفسه فإن اعتراف نتنياهو، في رسالة إلى العاهل المغربي العام الماضي، بسيادة الرباط على الأقاليم الصحراوية، انعكس على عدة أمور، من بينها الخريطة المعلق في مكتب نتنياهو، وذلك نقلا عن توضيحات رئاسة الوزراء، الذي أورد أنه “للأسف هذا التصحيح لم يتم على خريطة قديمة جرى تقديمها لرئيس الوزراء قبل لحظات من بداية المقابلة التلفزيونية”.
وحسب معاريف، تتجلى أهمية القضية بالنسبة للمغرب، من بين أمور أخرى، في الكلمات التي ألقاها العاهل المغربي الملك محمد السادس في غشت 2022، عندما أوضح أن “المغرب ينظر إلى العالم من خلال مسألة الصحراء وهذا هو المقياس الذي يجب أن يستند إليه، وعلى أساسه يدرس علاقاته مع الدول الأخرى”.
وجاء في خطاب الملك بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب “أوجه رسالة واضحة للجميع، إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات، لذا، ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل”.
وكان مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي قد أورد أن “الحكومة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو اعترفت بسيادة المملكة المغربية على كامل أراضيها وتم تصحيح جميع الخرائط الرسمية الموجودة في مكتب سيادته، بما فيها الخريطة التي عُرضت عن طريق الخطأ في المقابلة، وفقا لذلك”، وقال أيضا “للأسف وقع خطأ في الخريطة التي عُرضت في مقابلة رئيس الوزراء مع قناة TF1”.
وقبل ذلك ومباشرة بعد انتشار صور نتنياهو رفقة الخريطة المبتورة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أرد حسن كعيبة، المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، عبر حسابه على موقع “إكس” أن الأمر يتعلق بـ”خطأ تقني غير مقصود”، مقدما “الاعتذار” عما حصل، ومؤكدا أن إسرائيل “لن تتراجع عن اعترافها التاريخي بمغربية الصحراء”.