شطاري-متابعة:
قال الأمين العام لأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقريره السنوي حول الصحراء الصادر حديثا، إن على “جميع المعنيين” التعامل مع العملية السياسية “بعقل متفتح ودون شروط مسبقة”، داعيا إلى مشاركة “جميع الجهات المعنية” من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم.
وتحدث غوتيريش، في تقريره السنوي الصادر بتاريخ 4 غشت 2024، والمعني بالفترة ما بين 1 يوليوز 2023 و30 يونيو 2024، أن السياق الحالي للملف “صعب” ويجعل التفاوض على حل سياسي للمسألة “أمرا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى”.
وأورد غوتيريش أن الأمم المتحدة لا تزال على استعداد لعقد اجتماع يضم “جميع المعنيين بمسألة الصحراء الغربية في مسعى مشترك للبحث عن حل سلمي”، مضيفا “وإنني أحثهم على التعامل مع العملية السياسية بعقل متفتح، وعلى الامتناع عن تقديم شروط مسبقة”.
وشدد المسؤول الأممي أيضا على ضرورة “اغتنام الفرصة التي تتيحها أعمال التيسير والجهود التي يبذلها مبعوثي الشخصي”، مشترطا “مشاركة جميع الجهات المعنية بحسن نية ووجود إرادة سياسية قوية واستمرار الدعم من المجتمع الدولي”.
وخلص غوتيريش إلى أنه “ما زال يعتقد بأنه من الممكن التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان ويكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره”، حسب تعبيره، وذلك وفقا لقرارات مجلس الأمن الصادرة خلال الفترة ما بين 2018 و2023، والتي رحب بها المغرب لإشادتها بمقترح الحكم الذاتي.
وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، ظلت الحالة في الصحراء، وفق غوتيريش، “تتسم بانخفاض حدة الأعمال العدائية” بين المغرب وجبهة “البوليساريو”، واستمرار “بعض التحديات” التي تواجه البيئة التشغيلية لبعثة “المينورسو”.
ووفق الوثيقة الأممية، تركزت معظم حوادث إطلاق النار عبر الجدار الرملي، التي أبلغ الطرفان البعثة بوقوعها، في شمال الإقليم بالقرب من المحبس، وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، قامت بعثة الأمم المتحدة، برفقة الجيش الملكي المغربي، بزيارة المواقع المجاورة للجدار الرملي التي زُعم وقوع هذه الحوادث فيها، ولاحظت في عدة حالات وجود آثار الذخائر الهاون المتفجرة.
وتابع التقرير أنه “مع ذلك، وبسبب بعض الشواغل الأمنية، جرت هذه الزيارات في كثير من الأحيان بعد عدة أيام من الحدث المزعوم، مما جعل التوصل إلى نتائج قاطعة أمراً صعباً”، وأضاف “خلص تحقيق أجرته البعثة إلى أنه في حادث وقع في 29 أكتوبر، أصابت قذائف شديدة الانفجار أطلقت من اتجاه شرقي منطقة يسكنها مدنيون في مدينة السمارة، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين.
ووفق غوتيريش، “ظلت البعثة تلاحظ ورود أنباء تفيد بشن مركبات جوية مسيرة عن بعد تابعة للجيش الملكي المغربي، غارات إلى الشرق من الجدار الرملي، وتمكنت من إجراء تحقيقات في المواقع المزعومة في مناسبات مختلفة، وفي بعض الحالات، أشارت تقارير إعلامية إلى وقوع خسائر في صفوف المدنيين نتيجة للغارات الجوية، وفي عدة مناسبات، لاحظت البعثة، من جانبها وقوع خسائر”.
وقال غوتيريش ضمن خلاصاته “مازال يساورني قلق عميق إزاء التطورات في الصحراء الغربية، فقد أصبحت الحالة الراهنة المتدهورة مترسخة ويجب تصحيحها على وجه السرعة، لأغراضٍ منها تجنب أي تصعيد آخر”.
وتابع “لا يزال استمرار الأعمال العدائية وعدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو يشكلان انتكاسة كبرى للمساعي المبذولة من أجل إيجاد حل سياسي لهذا النزاع الطويل الأمد، ولا يزال شن الغارات الجوية وإطلاق النار عبر الجدار الرملي يساهمان في زيادة التوترات، وفي هذا السياق، من الأهمية بمكان إعادة العمل بوقف إطلاق النار”.