شطاري-متابعة:
كشف تقرير عن تغيّر جذري في المشهد السياسي داخل البرلمان الأوروبي، أدى إلى تقويض الدعم لجبهة البوليساريو مقابل تعزيز موقف المغرب، مشيرا إلى أن هذا التحول يرجع إلى صعود تيارات اليمين واليمين المتطرف في أوروبا، بالإضافة إلى تغيّر مواقف بعض الدول الأوروبية الرئيسية.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “أفريكا آنتيلجنس” المتخصصة في الشؤون الإفريقية، فإن عدم تجديد مجموعة البوليساريو داخل البرلمان الأوروبي، يُعد انتصارا دبلوماسيا للمغرب وحلفائه، كما يعكس هذا القرار تغيرا واضحا في ميزان القوى السياسية داخل الهيئة التشريعية الأوروبية، التي باتت أقل دعما لجبهة البوليساريو مقارنة بالماضي.
وأشار التقرير إلى أن المنظمات الدولية، التي لطالما دعمت البوليساريو مثل منظمة “الدبلوماسي المستقل” البريطانية-الأمريكية وحركة “غلوبال أكشن” الإسكندنافية، انسحبت من المفاوضات المتعلقة بمصير المجموعة في البرلمان، بعدما كانت قد ركزت جهودها سابقا على إلغاء اتفاقيات التجارة والصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
وأضاف التقرير أن إنهاء تواجد مجموعة البوليساريو يعكس تغيّر أولويات الكتل السياسية داخل البرلمان الأوروبي، إذ بينما كانت البوليساريو تعتمد في السابق على دعم اليسار والخضر، فإن التحولات السياسية الأخيرة قلّصت من نفوذ هذه الأحزاب لصالح قوى اليمين واليمين المتطرف.
وأشار المصدر نفسه في هذا السياق إلى أن هذه القوى السياسية الأوروبية تدعم المغرب في ملف الصحراء، مقابل استمرار التعاون المغربي في ملف الهجرة ومكافحة الإرهاب، مضيفة أن هذا الدعم امتدادا لتوجه أوسع يشمل دولا أوروبية عدة تسعى لتعزيز شراكاتها مع المغرب.
ولفت التقرير في هذا الإطار، إلى تراجع دعم الحزب الاشتراكي الإسباني للبوليساريو، تماشيا مع مواقف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، الذي أعلن دعمه للمقترح المغربي للحكم الذاتي، معتبرا أن هذا التحول ضربة موجعة للبوليساريو، خاصة وأن الاشتراكيين الإسبان كانوا سابقا من أبرز داعمي الجبهة داخل البرلمان الأوروبي.
ويبرز التقرير توقيع عقد بين شركة اللوبي الإسبانية “أسينتو بابليك أفيرز”، التي يديرها وزير سابق من الحزب الاشتراكي الإسباني، والسفارة المغربية في مدريد، كإحدى المعطيات التي تشير إلى تغير كبير في مواقف النخب الإسبانية تجاه القضية، خاصة أن الشركة تعمل الآن لصالح شركات زراعية مغربية كبرى.
كما أضعف التحول في موقف باريس تجاه قضية الصحراء، الذي أعلن عنه ماكرون الصيف الماضي، موقف البوليساريو داخل البرلمان الأوروبي، إذ انحاز حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المرتبط بمجموعة “تجديد أوروبا”، إلى الموقف الداعم للمغرب.
ويشير التقرير إلى أن العلاقات بين المغرب والبرلمان الأوروبي شهدت تحسنا ملحوظا بعد زيارة رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إلى الرباط في دجنبر الماضي، حيث يُعد هذا التحسن خطوة لتجاوز تداعيات قضية “موروكوغيت”، التي فجرت أزمة ثقة بين الطرفين.
ويرى التقرير أن التحولات السياسية في أوروبا، سواء في إسبانيا أو فرنسا أو البرلمان الأوروبي، تصب في صالح المغرب، الذي استثمر في بناء علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع القوى الأوروبية، وفي المقابل، تواجه جبهة البوليساريو تحديات كبيرة للحفاظ على قاعدتها الشعبية والدبلوماسية، خاصة مع تصاعد الدعم الأوروبي للمغرب في ملفات استراتيجية أخرى مثل الهجرة والتنمية الاقتصادية.
وأكد التقرير على أن المشهد السياسي الجديد في البرلمان الأوروبي يعكس تغيرا أوسع في مواقف أوروبا تجاه قضية الصحراء، حيث يتجه ميزان القوى بشكل متزايد لصالح المغرب على حساب البوليساريو وحلفائها.