شطاري-متابعة:
بعد أيام قليلة من تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، سارعت الجزائر إلى توقيع اتفاقيتين هامتين، عسكرية واستثمارية، مع واشنطن، تزامنا مع إعلان ترامب العديد من القرارات الجريئة على مستوى العلاقات الخارجية، وعزم إدارته استصدار مواقف مضادة لمن يعارض التوجه السياسي الخارجي لبلاده.
واستقبلت الجزائر في الأيام الأخيرة بحفاوة كبيرة، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، الفريق أول مايكل لانغلي، حيث استقبله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بنفسه، إضافة إلى رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، وأعربت الجزائر بهذه المناسبة عن رغبتها في تعزيز علاقات التعاون العسكري مع واشنطن.
ووفق ما أوردته الصحافة الجزائرية، فإن زيارة لانغلي إلى البلاد، شهدت توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري بين الجزائر والولايات المتحدة، وقعها من الجانب الأمريكي قائد “أفريكوم”، ومن الجانب الجزائري، السعيد شنقريحة، واتفق الطرفان على الرفع من مستوى التعاون العسكري، والعمل المشترك على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتزامنا مع زيارة قائد “أفريكوم” إلى الجزائر، تم الإعلان عن توقيع اتفاقية استثمارية، بين الوكالة الجزائررية لتثمين موارد المحروقات “النفط، وشركة “شيفرون” الأمريكية، لإنجاز دراسة حول إمكانات موارد المحروقات في المناطق البحرية الجزائرية تقوم بها الشركة الأمريكية المذكورة.
وبحسب الصحافة الجزائرية، فإن هذه الاتفاقية التي تمتد لسنتين، تهدف إلى إنجاز دراسة معمقة لتقييم إمكانيات الموارد النفطية في المنطقة البحرية الجزائرية، وتعزيز التعاون في مجال الدراسات التقنية والجيولوجية، من أجل تمهيد الطريق لمشاريع استكشاف وتطوير مستقبلية تهدف إلى تثمين موارد المحروقات الوطنية.
ووفق ما أوردته تقارير إعلامية دولية بخصوص الاتفاقيتين، فإن الجزائر قررت اتخاذ خطوة التقارب مع واشنطن، لعدة عوامل، أبرزها لتفادي أي مواقف مضادة أو تتعارض مع مصالحها، من طرف إدارة ترامب، خاصة أن الإدارة يُمثل سياستها الخارجية، الوزير ماركو روبيو، وهو الدبلوماسي الأمريكي الذي سبق أن طالب بفرض عقوبات على الجزائر بسبب تعاونها وتحالفها مع روسيا.
وفي هذا السياق، أشارت نفس المصادر، أن الجزائر ترغب أيضا في بعث رسائل تهدف إلى تحسين صورتها وإسقاط صورة “تحالفها مع روسيا”، خاصة أن علاقات الجزائر بموسكو شهدت في السنوات الأخيرة نوعا من “الاضطراب” بسبب التوسع الروسي في منطقة الساحل وتسبب موسكو في خلق مشاكل وتحديات أمنية للجزائر في حدودها الجنوبية.
ويتوقع مراقبون أن يساهم هذا التقارب الذي ترغب فيه الجزائر مع واشنطن، في أن يُعمق التباعد الذي بدأ يطبع علاقاتها مع روسيا، وبالتالي يجعل سيناريو الوضع في منطقة الساحل غير واضح المعالم، خاصة إذا أرادت موسكو مواصلة توسعها وبسط نفوذها في المنطقة.