شطاري/ألف بوست:
حضر ملف الصحراء في مجلس الشيوخ البرازيلي، هذا الأخير الذي منح الحكومة مهلة لكي ترد على مسألة الاعتراف من عدمه بالجمهورية التي أعلنتها جبهة البوليساريو. وهذا التطور يؤكد مدى التحديات التي تشكلها أمريكا اللاتينية للدبلوماسية المغربية في هذا النزاع.
ووفق وسائل إعلام برازيلية وأخرى تابعة لأنصار تقرير المصير، فقد عالج مجلس الشيوخ البرازيلي نزاع الصحراء هذه الأيام. وطالب من الحكومة تحديد موقف من المفاوضات الجارية بين المغرب والأمم المتحدة بشأن عودة الشق المدني من قوات المينورسو التي سبق للمغرب وأن طردها خلال مارس الماضي بسبب استعمال الأمين العام بان كيمون كلمة احتلال في وصف الوجود المغربي.
وفي الوقت ذاته، طالب من الحكومة تحديد موقف من القرار الذي كان مجلس الشيوخ قد صادق عليه صيف 2014 بالاعتراف بالجمهورية التي أعلنتها جبهة البوليساريو. وكان المجلس قد طلب من الرئيسة ديلما روسيف الاعتراف.
ومع التغيير السياسي الذي حصل في البرازيل بإقالة الرئيس روسيف ومجيئ رئيس يميني وهو ميشيل تامر، علما أن اليمين اعتاد التعاطف مع المغرب، جرى الاعتقاد أنه سيتم تجميد ملف الصحراء أمام ما تشهده البلاد من تطورات كبرى. إلا أن مجلس الشيوخ طرح هذا الملف مجددا، والمثير أنه حدد مهلة زمنية للحكومة.
وتعتبر البرازيل دولة ذات ثقل في أمريكا اللاتينية، وعادة ما تجر دول أخرى عندما تتخذ قرارا دبلوماسيا، وإذا حصل وأيدت البوليساريو فقد تجر دول مثل التشيلي والأرجنتين.
والمثير أنه كان أمام الدبلوماسية المغربية سنتين للتحرك للتأثير على مجلس الشيوخ، ولكنها لم تنجح في هذا المجال. وكل هذه التطورات تؤكد استمرار منطقة أمريكا اللاتينية فضاء سياسيا مستعصيا على الدبلوماسية المغربية رفم تعيين سفراء أصول صحراوية وآخرين من اليسار الراديكالي للتحاور مع الفاعلين السياسيين في المنطقة.