محمد أبودرار:
فوبيا الاستثمار بالاقليم و بطئ العجلة الاقتصادية ان لم نقل جمودها من اكثر المواضيع تشريحا لدى غالبية اطياف المجتمع الافناوي.
فرغم أن سيدي افني كان يعتبر في حقبة معينة منطقة تجارية جد نشيطة تمتاز برواج كبير بوأتها مكانة ريادية كبوابة حقيقية لجنوب المغرب والصحراء إلا أنها اليوم تشهد ركودا و غيابا كبيرا للاستثمارات بشتى أنواعها.
فما الذي حصل لينقلب حال الإقليم رأسا على عقب ؟
لماذا هاجر جيش التجار الباعمرانيين والافناويين إلى مناطق أخرى خاصة الصحراء ؟
لماذا يستثمرون في كل مكان إلا اقليمهم ؟
هل للأمر علاقة بطبيعة الافناويين أو الإقليم ؟
تعيب الساكنة على رجال أعمال المنطقة وانا واحد منهم ، عزوفهم عن فتح ولو مشروع واحد بهذه البلدة ، لدرجة ان هناك أصواتا كثيرة تتهمنا بالخيانة وفقدان حس الانتماء ، واعتبار سيدي إفني فقط “كورنيش” لاستعراض العضلات أو مطية لأهداف سياسوية انتخابوية محضة !!!!!
اللافت أن أغلب المتدخلين وخاصة (النخب ) ما ان تناقش مع احدهم الموضوع إلا ويبدأ في تفسير الخريطة الاستثمارية على سجيته ، فهناك من يقول لدينا شريط ساحلي شاسع كفيل بانتشار المشاريع السياحية من شقق وفنادق ، ويضيف آخر لدينا بحر غني بأجود الأسماك وميناء مناسب لفتح معامل التصبير !!!
قال أحد النخب ( المعروف بمشاكساته ) يوما ، في اجتماع حضره جمع غفير من الساكنة : تتوفر ايت باعمران على 52 رجل أعمال ، لو كل واحد منهم فتح على الأقل معمل لتعليب الأسماك لما بقيت أي باعمرانية بدون شغل !!!!!
يا سلام ! ، السيد نبيه جدا !! ( امكن بغانا نعلبو الحجر ف البواط ) !!!
المعمل الوحيد المفتوح يشتغل فقط 6 أشهر في السنة.
كنت دائما أقول أن المستثمر هو الشخص الوحيد الذي لايحتاج ( للحزارة )، شغله الشاغل هو البحث عن الفرص واقتناصها بغض النظر عن العواطف ، وبالتالي لو كانت هناك فرص حقيقية لنجاح المشاريع بالاقليم لتدفقت رؤوس الأموال من كل حدب و جهة.
يجب أن نعترف أن الإقليم بشساعته عبارة عن تجمع سكاني صغير و ضعيف ، موقع جغرافي خارج الطريق الوطنية ، ميناء ينتج فقط 4 أشهر في السنة ، رصيد عقاري ضعيف وشائك.
تلكم هي حقيقة وضعنا الذي لا يعطينا مناخا صحيا صالحا للاستثمار ، وحتى من تشجع وغامر كان مصيره صعوبات عدة يتخبط فيها ، والأمثلة واضحة أمامنا.
أما العنصر البشري فحدث ولا حرج، سألت أحد المقاولين عن سبب عدم تشغيله لليد العاملة المحلية فأجاب : هدوك باطارين، كايفيقو مع العشرة ، إلا هضرتي معهم اديرو ليك وقفة احتجاجية ، الله اعز ورززات أو طاطا.
مانحتاج إليه لإعادة الحياة لمناخ الاستثمار بالاقليم هو تظافر جهود جميع المتدخلين وأولهم الدولة حيث يعاب على الإدارة غياب النجاعة في تعاطيها مع ملفات:
الميناء ، الذي ابتلع ملاييرا عبر سنوات عجاف بطريقة هاوية لدرجة أنه يخيل لنا أنها مقصودة
العقار ، الذي يستحوذ العسكر (رغم قلته) على أكثر من نصفه ، وماتبقى يروج في المحاكم منذ عشرات السنين .
العنصر البشري ، يجب الابتعاد عن المقاربة الأمنية ، والقطع مع بعض الأساليب التي تنتج لنا جيلا متكاسلا من قبل بطائق الإنعاش وإعطاء الأولية لحاملي الشواهد في وظائف الإقليم.
أما المجالس المنتخبة خاصة البلدية فمصيبتها أكبر، حيث يلاحظ عبر مكاتبها المتعاقبة اقتصار تدبيرها وفق نظرة كلاسيكية محضة ، في الوقت الذي كان مطلوبا شجاعة في اتخاد بعض القرارات من قبل نزع الملكية لإيجاد حلول للعقار المجمد وكذلك الدخول في شراكات ومشاريع تجارية خاصة وأن أغلب من تعاقبوا على رئاسة مكاتبها رجال أعمال.
غير هذا ستبقى دار لقمان على حالها .
دمتم سالمين.