ليلى الموساوي:
بسرعة البرق انقل شيوخ ما يصطلح عليه بتحديد الهوية إلى العاصمة المغربية الرباط، ودون أن يعلم أحد دخلوا القاعة التي يحاكم فيها معتقلو “اكديم ازيك” دون أن ينطقوا بكلمة واحدة في سابقة هي الأولى من نوعها في مسار المحاكمة، لكن ما الذي تغير؟
لا أحد بإمكانه أن يتكهن حول أسباب هذه الخطوة، لكن يكاد يجمع الكل على أن لهم علاقة بأطوار المحاكمة.
مراقبون يرون أن الشيوخ قد يوظفون كشاهدي عيان على المفاوضات التي سبق وقادها وفد من وزارة الداخلية مع ممثلين عن نازحي مخيم اكديم ازيك الذين يقبعون خلف القضبان والمتابعين بتهم ثقيلة سقطت أحكامها منذ فترة إبان محاكمتهم عسكريا.
أنصار هذا التيار لا يخرجون عن فكرة مفادها أن استدعاء الشيوخ متعلق فقط بالاستماع إلى أقوالهم.
في نفس الإطار، تذهب تأويلات أخرى إلى ربط تواجد شيوخ تحديد الهوية بالرباط بعودة الملك من جولته الافريقية التي أخذت من وقته شهرا ونصف، وأنهم قدموا ملتمسا بالعفو عن المعتقلين من التهم الموجهة إليهم.
لكن آخرين يضربون كل هذه التوقعات عرض الحائط، حينما يتناولون الموضوع من زاوية سلبية تزيد من تعميق جراح معتقلي اكديم ازيك، بالتبرئ منهم والمساهمة في إدانتهم بجرم لم يرتكبوه، فوحدها الساعات القادمة كافية بمعرفة لغز تواجد الشيوخ جنبا إلى جنب مع المعتقلين، ولعل الابتسامات المتبادلة بين الطرفين داخل المحكمة قد تأتي بجديد ينتظره الشارع الصحراوي بشغف.