أعلن رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني نيته إنهاء الدعم المخصص للسكر والدقيق والغاز، ويعتبر هذا تطبيقا للسياسة نيوليبرالية للقضاء على جميع المساعدات الاجتماعية ومنها إنهاء مجانية التعليم.
وفي رده على سؤال في مجلس المستشارين يومه الثلاثاء، قال العثماني “إن الحكومة عازمة على رفع الدعم عن البوطا والسكر والدقيق، إلا إذا اتضح أنه ليس في مصلحة البلاد”، وبرر الإجراء بالتقارير التي تعتبر صندوق المقاصة (الدعم) يشوبه خلل في توظيف المساعدات لأن الأغنياء يستفيدون من الدعم أكثر من الفقراء.
وتعهد العثماني بعدم برفع الدعم إلا بعد توفير الأرضية المناسبة لاستهداف ناجع وفعال للفئات المستحقة لمختلف البرامج الاجتماعية. واسترسل في شرح غاز البوتان الذي اعتبره رئيسيا للفئات الهشة والطبقة المتوسطة، ولكنه شدد على استفادة الأغنياء منه بدون حق. وتعهد العثماني بدعم البرامج الاجتماعية في حالة رفع الدعم عن المواد الأساسية الثلاث المذكورة.
ويمكن انتظار رفع الدعم عن المواد الأساسية الثلاث خلال سنة 2018 أو المقبلة للأسباب التالية:
في المقام الأول، هشاشة الاقتصاد المغربي والرهان على حلول نيوليبرالية من طرف المتحكمين في القرار خارج الحكومة بل ما يسمى الدولة العميقة.
وفي المقام الثاني، ضعف شخصية رئيس الحكومة الذي لا يرى مانعا في تطبيق سياسة نيوليبرالية تحت ذريعة إنقاذ اقتصاد الدولة ولن يصدم أمام القرارات/الأوامر التي يتوصل بها.
ويأتي قرار العثماني بتطبيق نيوليبرالية الجديدة في وقت تحذّر فيه مختلف التقارير الدولية والوطنية من مغبة الفوارق الاجتماعية الخطيرة التي يشهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة، ومن نتائجها انفجار انتافضات واحتجاجات كما يجري في الريف وجرادة ومناطق أخرى.