شطاري-الداخلة:
عبر نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الأسبق عن أسفه لاستمرار إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر لفترة تقارب ربع قرن، منوها بالجهود التي ما فتئت تبذلها المملكة من أجل إعادة فتحها لمصلحة شعبي البلدين بشكل خاص، ومصلحة شعوب المنطقة بشكل عام، يقول نيكولا ساركوزي.
واعتبر الرئيس الفرنسي الذي شارك في أشغال الجلسة الإفتتاحية لكرانس مونتانا يومه الجمعة، أن منطقة المغرب العربي بإمكانها أن تتحول إلى سوق اقتصادية واعدة لو توفرت الإرادة السياسية لذلك، مبرزا أن رجال القرار ملزمين بالنظر للمستقبل والعمل على رفع التحديات التنموية المطروحة في مجالات اجتماعية واقتصادية مختلفة.
ونوه ساركوزي بجهود الملك وحرصه على التجاوب مع انتظارات المغاربة في خضم أحداث الربيع العربي، مذكرا في هذا الصدد بالقرارات الملكية المرتبطة ببلورة دستور جديد يتأقلم مع التحولات السياسية والسوسيواقتصادية التي يعيشها المغرب، حيث أشار إلى أن المغرب يشكل استثناءا عربيا وإفريقيا على مستوى الإستقرار والإنفتاح والتحديث، وهو ما مكنه على امتداد السنوات ال 15 الماضية، من خلق تقدم ديمقراطي واقتصادي جعله بلدا قويا ومستقرا وذو قدرة على جلب الإستثمار وخلق الشراكات المثمرة.
وأوضح الرئيس الفرنسي الأسبق الذي لم يفوت فرصة الإشارة لعمق الروابط الأخوية التي تجمعه بالملك محمد السادس، أن الصداقة بين المغرب وفرنسا ليست كلاما، بل هي فعل يمارس على أرض الواقع بما يخدم مصالح البلدين.
هذا في الوقت الذي تطرق فيه ساركوزي لأهمية الدور الذي يلعبه المغرب في القارة الإفريقية، مؤكدا أن المملكة المغربية أصبحت نموذجا اقتصاديا يحتدى به جهويا، وأن عودته إلى الإتحاد الإفريقي تشكل خطوة هامة من شأنها أن تمد جسور القارة السمراء نحو أوروبا وآسيا، حيث طالب في هذا الخصوص، بلدان الإتحاد الأوروبي بضرورة تقديم الدعم المطلوب لتحديث وتنمية اقتصادات الدول الإفريقية وتمكينها من التمويلات المطلوبة لتأهيل بنياتها التحتية ودعم قدرتها على النمو وتحسين معيشة ساكنتها التي يرتقب أن ترتفع إلى نحو 2,5 مليار نسمة في أفق 2050.
واعتبر الرئيس الفرنسي الأسبق أن مستقبل إفريقيا يمر عبر شبابها الذي يمثل أزيد من نصف الساكنة الإجمالية للقارة الإفريقية، حيث اعتبر أن الرهان المستقبلي سيكون ديموغرافيا بالدرجة الأولى، مبرزا أن ساكنة إفريقيا تضاعفت عشر مرات في العقود الخمسة الماضية، كما أنها سترتفع إلى مليارين ونصف في الثلاثين سنة المقبلة، في الوقت الذي ستبلغ فيه ساكنة العالم في هذا الأفق 9 مليارات نسمة في انتظار أن يرتقي العدد مع نهاية القرن الحالي إلى حدود 11 مليار نسمة.