شطاري-العيون:
أمام التوسع العمراني الذي باتت تشهده مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، انتشرت بشكل غير مسبوق جرائم دخيلة على مجتمع المدينة، التي كانت فيها العائلات تنعم بالأمن والاستقرار والسكينة، حتى أن الفرد كان يظل لساعات متأخرة متجولا بين الأزقة والشوارع دون أن يمسه سوء.
اليوم أصبح الأمر مغايرا تماما، سرقات للمنازل والسيارات وتهديد بالسلاح الأبيض في واضحة النهار وعلى رؤوس الأشهاد وتجارة في المخدرات، أبطالها شباب وجدوا أنفسهم يعيشون في الهامش، منقطعين عن الدراسة؛ مرتمين في مستنقع المخدرات البئيس، فأصبحوا بسبق إصرار وترصد عالة على ذويهم قبل مجتمعهم..
وأمام تنامي هذه الظاهرة الدخيلة على أهل مدينة العيون، بات من اللازم على المصالح الأمنية أن تفكر جديا في خلق استراتيجية جديدة لمحاربتها والتصدي لكل ما من شأنه أن يقف حجر عثرة أمام أمن واستقرار المواطنين..
فالمصالح الأمنية بالعيون، يشهد لها القاصي قبل الداني، بمثابرتها وجديتها واستباقيتها للأزمات، لكن وجب التفكير في العمل على تغطية كل بؤر التوتر التي باتت تعيش على وقعها المدينة، لا سيما الأحياء الشرقية لها والتي تعتبر فضاء خصبا لتزايد هذه الفئة من المجتمع التي وجدت نفسها تغني خارج السرب، أمام انخراط عديد الشباب في خلق مبادرات ومشاريع ذاتية بعيدا عن انتظار ما ستسفر عنه الحكومات المتعاقبة من فرص شغل.
الأكيد أنه لا يمكن مقارنة مدينة العيون بغيرها من مدن الشمال التي حصدت تاريخا مشرفا في طرق وأساليب مكافحة الجريمة المنظمة بشتى تلاوينها، لكن هذا لا يعني أن رجال أمن العيون أقل كفاءة منهم أو دونهم تفكيرا وعملا، وإنما بات من الواجب التفكير بعمق في التصدي لمخاطر هذه الظاهرة لاسيما وأنها حديثة النشء.