um6p
الكركرات..القطرة التي أفاضت الكأس في العلاقات المغربية الموريتانية

الكركرات..القطرة التي أفاضت الكأس في العلاقات المغربية الموريتانية

شطاري "خاص"31 أكتوبر 2016آخر تحديث : الإثنين 31 أكتوبر 2016 - 9:05 مساءً

محمد سالم العربي:

تكفي نظرة عابرة على أعلام المغرب وجبهة البوليساريو، وعلى نياشين قوات درك الطرفين المتقابلة على مسافة تكاد صفرا لاعتبار الوضع الميداني تجليا للحرب التي وضعت أوزارها مع مطلع تسعينيات القرن الماضي بين المملكة والجبهة.

غير أن الناظر إلى خلفيات الأمور وتسلسل الأحداث سيذهب أبعد من ذلك، وسيرى في محصلة البحث والتحري أن ما تشاهده العين في منطقة الكركرات من احتقان وترقب لم يكن سوى نتيجة حتمية لسنوات من لي الذراع بين الرباط ونواكشوط، رغم إصرار رسميي الطرفين على نفي توتر العلاقات.

كانت القمة العربية الأخيرة، التي اعتذر المغرب عن استضافتها وقبلتها موريتانيا، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، حيث اتهمت أطراف قريبة من الدوائر الرسمية الموريتانية الدبلوماسية المغربية بوضع العراقيل أمام رفع نسبة تمثيل القادة العرب فيها، وهو الاتهام الذي اعتبره البعض هدف التعادل بعد اتهام مقربين من دوار صنع القرار المغربية لموريتانيا بالانحياز للموقف الجزائري في قضية الصحراء.

ولم يعدم المحللون ما يثبت وجود الصراع الخفي بين المغرب وموريتانيا، إذ أن سفارة الأخيرة في الرباط دخلت عامها الرابع من دون وجود سفير أو قائم بأعمال، بل حتى من مستشار أول خلال مدة ليست بالقصيرة، فضلا عن إصرار الحكومة الموريتانية على مواكبة تشييع جثمان رئيس جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز حتى مواراته الثرى، وفي ذات السياق دأبت موريتانيا على تعزيز علاقات الشراكة مع الجزائر، التي تعتبر الجار العدو للمملكة.

وبالمقابل، تتهم موريتانيا المغرب بإقناع السعودية والإمارات ومصر ودول عربية أخرى بخفض تمثيلها في قمة نواكشوط، بل وعقد قمة عربية مصغرة في مدينة طنجة أياما قليلة بعد التئام القمة العربية.

كما أن المغرب يستضيف معارضين موريتانيين بارزين من ضمنهم أحد المطلوبين للعدالة من خلال مذكرة توقيف دولية أصدرها القضاء الموريتاني، وتمتنع الرباط عن تسليمه رغم توقيع البلدين اتفاقية لتبادل المتهمين.

وبالوضع الميداني المقلق في الكركرات، تكون منطقة المغرب العربي على حافة انفجار في الجزء الغربي منها، بعد الانفجار في الجزء الشرقي ممثلا في ليبيا، بالإضافة إلى الوضع الأمني غير المستقر في كل من تونس والجزائر.

بيد أن البعض يرى أن أي تصعيد عسكري بين المغرب وجبهة البوليساريو سيصطدم بفيتو غربي، وبالأخص أوروبي، نظرا لاستفادة ثالوث الإرهاب والمخدرات والهجرة غير الشرعية من أي انفلات أمني قد يصاحب تراجع الطرفين عن اتفاق وقف إطلاق النار.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

شطاري "خاص"