ذ. المحجوب البرش السباعي:
عند تتبع حملة المقاطعة، يستحضر المتتبع الحصيف ان آليات تنشيط هذه الحملة و نجاحها يعود بالاساس لغياب القيادة الفردية او الجماعية، و يشتغل الجميع بمنطق خلية النحل لتطعيم الحسابات الجارية بوسائط الشبكات الاجتماعية. الحرية و السرعة و التفاعل المباشر هي اهم سمات النجاح. فلا وجود للرقابة و الكل ساهم في قتل الزعيم. فلا زعيم بعد اليوم. و يمكن للجميع الكتابة و التعليق او وضع كاريكاتير او تصوير فيديو للتعبير عن موقف او تمثيل مشهد ساخر.
و في هذا الاطار، احتل الواتساب مكانة هامة في الترويج السريع لحملة المقاطعة باستخدام فيديوهات ساخرة يضاهي تأثيرها سلطة الكتابة و الصورة و الكاريكاتير.
فقد عمل مناضلو الحملة و غيرهم على الاستعانة بالسخرية و بث روح المرح و الضحك كاستراتيجية لتحصين الحملة و اعطاء مصداقية لمضامينها. و عليه، فقد قام اصحاب الفيديوهات بابداع وصلات تتنوع بين الاشهار الساخر ، او الحوار، او استخدام الحيوانات للتعبير عن مواقف. المقاطعة. بحيث ان احدهم استخدم الكلاب و القطط و الحمير التي ترفض شرب حليب و ماء العلامة التجارية المراد مقاطعتها في موقف مضحك. و بهذه الوسيلة تنساب و تتسلل مواقف المقاومة و الممانعة، والاكثر من ذلك، ان ثقافة المقاطعة اضحت تتدثر لبوسا إثنيا يعبر عن التنوع الثقافي و اللغوي للبلاد. فقد صور احدهم فيديو لعائلة صحراوية ترمي بالمنتجات موضوع المقاطعة، فيما صور آخر موضوعا بالامازيغية.
في وقت الازمات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، يتنفس الشعب عبق السخرية و النكت السياسية للترويح عن نفسه و الضحك على الفاعلين الاقتصاديين و السياسيين. إنه اسلوم من اساليب المقاومة و الدفاع عن المكتسبات الشعبية في وقت لا يملك فيه الشعب سوى سلطة الضحك و السخرية.