شطاري-متابعة
تنطلق غدا الأربعاء الرحلة الأولى للمغربيات المشتغلات بحقول الفراولة الإسبانية من ميناء طنجة المتوسط صوب ميناء الجزيرة الخضراء، حيث سيتم نقلهن إلى إقليم هويلبا للاشتغال في الحقول.
وتضم الرحلة الأولى 500 امرأة من المجموعة الأولى التي يصل عددها إلى 4156 امرأة، من أصل 14 ألفا، سينطلقن عبر مجموعات إلى الجارة الشمالية بحثا عن جني المال، وذلك على امتداد الأسابيع المقبلة.
وقد تم تحديد الرحلات كل أربعاء وجمعة، بحيث تصل الدفعة الأولى من العاملات المغربيات مع متم شهر يناير المقبل، على أن يصل مجموع العاملات المقدر بـ14 ألفا في شهر مارس.
ويعد هذا الموسم استثنائيا بسبب الظروف الصحية التي يعرفها العالم جراء تفشي فيروس كورونا، ما سيجعل العاملات المغربيات يخضعن للتحليل المخبري للكشف عن فيروس كورونا، لا تتعدى مدته 72 ساعة من تاريخ مغادرة التراب المغربي.
كما تسود تخوفات حول ظروف العمل والإقامة في حقول الفراولة الإسبانية، وتهديدها لسلامة العاملات اللواتي يشتغل عادة في ظروف صعبة، تؤكدها التقارير التي تناولت المعاناة اليومية القاسية لهنّ بالحقول والمعاملات المُجحفة، والاعتداءات الجنسية التي يتعرّضن لها، وينضاف إليها اليوم هاجس السلامة الصحية بسبب الوباء.
كما تنطلق هؤلاء النسوة إلى الحقول الإسبانية رغم المعاناة التي عشنها في الموسم الماضي، بعدما أغلقت الحدود وبقين عالقات لأشهر في “بلاد الغربة”، بعيدات عن أسرهن، وفي ظروف مزرية بشهادة الأمم المتحدة.
ولا تجد النساء المشتغلات بالحقول الإسبانية، وجلهن من معيلات الأسر، بديلا عن هذه المعاناة، في ظل الفقر والهشاشة التي يعشنها، وانحصار سوق الشغل بالمغرب، خاصة مع التبعات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن فيروس كورونا، وظروف العمل التي تظل أسوأ في المغرب، حيث تخوض اليوم العاملات الزراعيات بعدد من المناطق احتجاجات واعتصامات.