شطاري-العيون:
بعد وفاة بائع السمك “محسن فكري” بالحسيمة، شهدت المنطقة حالة من الأخذ والرد بين السلطات المحلية ومحتجين طالبوا بفتح تحقيق عاجل لما وصفوه ب”القتل العمد” الذي تعرض له الشاب محسن، عندما طحنته شاحنة للأزبال وهو يهم باسترجاع بضاعته من السمك التي صادرتها سلطات المدينة.
مات “محسن فكري”، وترك وراءه جمرة بين أيدي مسؤولي المغرب والمتضامنين معه؛ فشهدت أقاليم أخرى احتجاجات رافضة لما تعرض له الراحل من تنكيل؛ ومطالبة في الآن ذاته بإحياء منطقة وتنميتها؛ ظلت طيلة عقود ضمن اللائحة السوداء للتوجهات العليا للبلاد لأسباب تاريخية.
لم يطل الحراك كثيرا حتى أفرز قيادات قيل أنها أصبحت تهدد أمن وسلامة واستقرار البلاد؛ في ما اعتبرها الملتفين حولها بشرى من السماء لإعادة الإعتبار لآل منطقة لطالما وصفوا بالمعادين لسياسة الجالس على عرش البلاد؛ لكن جميع ما تم تداوله من فيديوهات يثبت عكس ذلك تماما؛ رافضين وصفهم ب”الإنفصاليين”، مطالبين عاهل البلاد بزيارتهم والإطلاع على أوضاعهم عن قرب؛ فهو وحده القادر على فهمهم..
أفرز الحراك الريفي ” ناصر الزفزافي”، الذي ظهر مهاجما شرسا لسياسة البلاد ومسؤوليها، فأصبح بين عشية وضحاها زعيما له بخطاباته الإسلامية تارة واليسارية تارة أخرى، فأصبح بذلك و-بتحريضه على العصيان المدني- المطلوب رقم واحد؛ وهو ما تم بالفعل بعد اعتقاله..
اعتقال الزفزافي؛ ألقى بظلاله على الحراك الريفي، ولم يبقى محصورا في حدود الحسيمة، بل طال مدنا أخرى، خرجت متضامنة مع الرجل ومطالبة بتحقيق مطالب الريفيين، التي أيقظت أوجاع باقي المدن لتنميتها..
قصف الزفزافي جبهة البوليساريو ومن خلالها عديد الصحراويين الذين يدينون بالولاء لها إن سرا أو علانية، فلم تخرج أي من مدن الصحراء متضامنة معه ولا مع حراكه ومن خلفه..
ويرى مراقبون في هدوء الأقاليم الصحراوية، زاويتين اثنتين، طغت إحداهما على الأخرى، أولى متعلقة بعدم مبالاة أهل الصحراء بأي حراك لا ينفعهم في شيء، وهم المتخمة جراحهم بمتابعة أطوار محاكمة معتقلي “اكديم ازيك” التي غطى الحراك أحداثها، وثانية في توجس وترقب لأول فرصة تتاح للجميع صدفة أو بتخطيط، للثأر من تسربات الماضي.