عبداتي لبات الرشيد:
أخشى ان يكون النظام المغربي قد نجح ومن حيث لا ندري في وضع حد وسقف لإنتصاراتنا وطموحاتنا أقصاها أن نحضر القمة الإفريقية ونلتقط صورة مع الملك المغريي ..
بالأمس في زمن الحرب كان الرجال يحققون المعجزات في ميدان الشرف ويضحون بأنفسهم في سبيل الوطن ولا يعتبرون ذلك إنتصارا، واليوم في زمن الإنتظار الطويل الذي خدم قلة قليلة “محظوظة” لتعيش في بحبوحة على حساب الأغلبية المطحونة .. اليوم في هذا الزمن التعيس يضحي المسؤولين بالوطن في سبيل أنفسهم ويريدوننا ان نعتبر تحركاتهم العادية إنتصارا عظيما مبهرا ..
بداية أود القول ان ما حدث في قمة أبيدجان كان نجاحا -نعم- ولكنه نجاح فقط في إعادة الأمور الى طبيعتها بفضل صمود الشعب بأكمله وسمعته وصورته كشعب محب للسلام والعدل يحظى بالإحترام والتقدير وبفضل جهود حلفائنا من أحرار هذه القارة ولكنه لم يكن بالمرة إنتصارا ..
وثانيا كنت قد كتبت منشورا يوم طلب من الناس ان تخرج إحتفالا بدخول وفدنا قمة أبيدجان وبعد وقت قصير تمكن خلاله العديد من المغاربة من تسجيل تعليقاتهم مستغلين الظرف والمناسبة وقطعا للطريق عليهم خاصة أثناء إنعقاد القمة واستجابة لطلب صديق عزيز قمت بحذف المنشور ..
بعد ثواني من الحذف راسلني العديد من الجبناء أصحاب الحسابات المستعارة الذين خدمهم ويخدمهم هذا الواقع معتبرين ذلك الحذف إنتصارا رغم ما تضمنه المنشور من تذكير بحجم وكيفية الإنتصارات التي حققها جيش التحرير الشعبي الصحراوي، هؤلاء الشيات خدامين المسؤولين وتابعي المصالح وحراس المعابد الذين يدفعوننا ومن حيث لا يدرون الى كره هذا الوطن إذا كان متمثلا فقط في بقاء أسيادهم رموزا له لا يكون الوطن إلا ببقائهم ويزول بزوالهم ..
وهنا وبعد إنتهاء القمة أعيد نشر التدوينة ولكم الحكم ..
بالأمس كانت الجماهير تضع أذانها على المذياع وعند سماع خبر شن جيش التحرير الشعبي الصحراوي لمعركة مظفرة خلف خطوط العدو وبشكل عفوي ودون أمر من أي جهة تنطلق الزغاريد في كل خيمة وكل حي وكل دائرة وكل ولاية وماهي إلا ساعات حتى تصل الغنائم من أسلحة وعتاد وجنود مغاربة معتقلين من قلب المعركة دليلا على نصر تم بعرق وقوة وتضحيات، رجال عاهدوا وما بدلوا تبديلا، ثم يتم إخبار عائلات الشهداء وبدل البكاء تصنع الجماهير الفرح وتزغرد النسوة وتتبادل التهاني وتحظى عائلة الشهيد بتقدير وتقديس وشرف كبير ..
واليوم يذهب “مقاتلون” من نوع آخر في طائرة فخمة يرتدون ملابسة فخمة ويصلون المطار الدولي ويستقبلون بالورود ويحجزون في فندق فخم يأكلون أشهى المأكولات ويشربون أرقى المشروبات وينامون على أفرشة وأغطية “SIDAR” ويدخلون أفخم القاعات وأجملها تحت حراسات امنية مشددة يلقون بعض الكلمات المكررة امام ساسة لا يتبعون إلا مصالحهم ثم يضعون في جيوبهم دولارات ويعودون الى الديار، وكل ذلك ما كان ليحرك ساكنا بمخيماتنا لو لم يطلب من الناس ان تخرج لتزغرد و”أتكر الكوبات” لنصر مظفر يوحى إليهم وحين تسأل ماهو النصر يقال لك وفدنا دخل القاعة وحين تسأل اين الدليل يقال لك “شوف الصورة” ..
والله ما كنت لأتكلم لو تحركت الناس بمفردها ولم يتم إستغباؤها بهذا الشكل الرهيب ..
فالفارق ما بين النصرين والدليلين كالفارق ما بين السماء والأرض ..